يجسّد مصنع روجيه دوبوي ROGER DUBUIS الالتزام بصون وترميم نماذج ساعات تُعدّ من الأرقى في تاريخ هذه الصناعة الحرفيّة وذلك باعتماده إعادة تجديد وإحياء هذا الإرث الساعاتيّ.
ولمناسبة عيده العشرين أعاد طرح مشروع ترميم مخصّص بالكامل لتشكيلة هوماج Hommage الخاصّة به تحت عناون "ميلّيزيم" Millésime (وتعني الكلمة رقمًا يشير إلى سنة، كما يشير إلى الألفيّة). سوف يكرّم المصنع كلّ عام من خلال موديل كلاسيكيّ خاصّ وفريد يمثل عملًا ترميميًا غنيًا. تتوفر هذه الموديلات بشكل حصريّ عبر محلات روجيه دوبوي وترتبط دائما بحدث أساسيّ في حياة شبكة توزيع المصنع، كافتتاح أحد المحلات الرئيسيّة مثلا.
وفي إطار هذه المبادرة سيتم ترميم مجموعة من أنظمة الحركة الأوليّة القديمة بواسطة حِرف قديمة من أجل ترقيتها لتلبي مواصفات شهادة دمغة جنيف للقرن الحادي والعشرين، وذلك كجزء من تشكيلة استثنائيّة من الإصدارات المحدودة. سيضم كلّ إصدار من هذه الإصدارات تقويمًا دائمًا منفردًا أو ترافقه واحدة أو أكثر من التعقيدات الساعاتيّة الثلاث الأكثر تطورًا (عدّاد للدقائق، توربيون أو كرونوغراف).
عندما يصف مؤسس العلامة روجيه دوبوي حياته المهنيّة، لا بدّ أن يفاجئنا التزامه العميق وحبّه لعالم الساعات بمعناه الأصيل والتقليديّ. سواء من خلال إحياء ساعات معقدة عبر مجموعة من كتالوغات المزادات Galerie d’Horlogerie Ancienne (التي أطلق عليها لاحقا اسم Antiquoroum) ومخصصًا خبرته الواسعة لأنظمة الحركة الأوليّة في قسم التعقيدات الكبيرة التابع لدار عريقة مقرّها جنيف، أو من خلال تأسيسه لتجمّع مصانع الساعات في جنيف Groupement Genevois des Cabinotiers. لم يكفّ روجيه دوبوي عن الالتزام بالقيام بدور حارس المهن المرتبطة بصناعة الساعات.
ويوضح روجيه دوبوي قائلا: "ساهمت أعمال الترميم والتجديد في رسم شخصيتي، فأيّ شيء أكثر إثارة وتشجيعًا من السير على درب صانعي الساعات هؤلاء الذين ينتمون إلى حقبة أخرى؟ لطالما شعرت بإعجاب كبير واحترام عميق لعملهم وانضباطهم الواعي وذكائهم الفائق، ولطالما كان الهدف الأساسيّ بالنسبة لنا نحن المعجبين بالآليّات الراقية ضمن استمرارنا في الاستمتاع بهذه التحف الفنية – سواء كانت ابتكارات جديدة أو تاريخيّة – وتمريرها بدورنا إلى الأجيال الأخرى".
مصدر مفهوم "ميلّيزيم" Millésime
بدأت هذه الحلقة المميزة في حياة عالم روجيه دوبوي الرائع في العام 2001 بعد بضعة سنوات على تأسيس الشركة في العام 1995، عندما قام روجيه دوبوي بشراء عدد من أنظمة الحركة الأوليّة بهدف ترقيتها لكي تلبي متطلبات دمغة جنيف الصارمة. وتمّ بيع أول قطعة مجددة فريدة مزودة بعيار RD60 بقيمة مليون فرنك سويسري. بعد ذلك تمّ تعليق المشروع حتى عودة روجيه دوبوي إلى الشركة بعد بضعة سنوات.
المعيار المرمم RD181
مصمم رمزيًا لمحل روجيه دوبوي الجديد في جنيف الذي فتح أبوابه في يوليو/تموز 2015، إن المعيار الأول من "ميلّيزيم" Millésime القائم على هذه الأنواع من أنظمة الحركة الأوليّة هو معيار RD181، وهو نظام حركة أولى يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن الحادي والعشرين عثر عليه روجيه دوبوي بنفسه من بين عناصر صناعة الساعات القديمة ومؤلف من عداد للدقائق ومن تقويم دائم وكرونوغراف.
طرحت الدار ساعة الجيب هذه التي يبلغ قطرها 60 ملم في العام 2015 على شرف مؤسسها وهي ابتكار فريد يأتي عيارها محفورًا بتوقيع روجيه دوبوي. وسيكون بإمكان صاحب هذه الساعة تخصيص السلسلة المعدنيّة باستبدال حلقات متعدّدة بمجموعة من الصفائح المصنوعة من الذهب الورديّ 5N يمكن حفر رسائل مختلفة عليها.
وتكون الناحية الخلفية مصممة لتحمل توقيها وكتابة مخصّصة يختارها العميل. على مرّ عاملين كاملين تطلبهما تطويره، استوجب موديل RD181 هذا 1950 ساعة من العمل بما فيها 700 ساعة من الترميم مخصصة فقط للعيار. وخلال عملية الترميم تم تعديل التقويم الدائم لكي يستضيف عرضين ارتجاعيين مما يذكر بالموديلات الأولى بتقويم دائم، والتي تم تطويرها وإنتاجها من قبل مصنع روجيه دوبوي.
تولى أخصائيون يتمتعون بفهم شامل عن كافة المتطلبات القيام بعمليات منفصلة لا تُحصى، البعض منها يتطلب زينات محددة فكان العيار الذي ينبض بـ 18,000 ذبذبة في الساعة لديه صفيحة رئيسية وتاج وعجلة دقات تالفة، كلها تتطلب عملا جديا يشمل فك وتزيين وإعادة تجميع من دون إلحاق الضرر بها.
وتم إعادة تصميم أحد الأجزاء لكي تشكل رقم الحظ 8 الذي يظهر في كافة إصدارات روجيه دوبوي المحدودة. تتمتع العلبة المستديرة في RD181 بإطار مقوس ولمسات نهائية متباينة ساتانية – ملساء/ مصقولة. أما الصفيحة الرئيسية من الذهب الوردي 5N التي تقوم بدور الميناء، فهي تحمل عقارب زرقاء وعدادات مزينة بنمط الضفيرة ولمسة نهائية ساتانية على كل أشعة الشمس مع نمط ضفيرة شبيه بأشعة الشمس على صفيحة التقويم الدائم. إن تطبيق مثل هذه اللمسات النهائية مباشرة على الصفيحة الرئيسية يمثل جزءا واحدا من التحديات الجمالية والفنية الهامة التي يفتخر مصنع روجيه دوبوي بالتركيز عليها من خلال هذه المبادرة الفريدة.
مخصص بشكل حصري لتشكيلة هوماج. إن موديل "ميلّيزيم" Millésime هو دليل على الإعجاب لجيل من صانعي الساعات قام بقولبة تقليد فخور من الأساليب الساعاتية الميكانيكية وبتكريم إرث مؤسس الشركة ومطلق التشكيلة نفسها روجيه دوبوي. فعلى غرار تشكيلة هوماج بأكملها إنه مخصص لمحبي صناعة الساعات الفاخرة ويلبي معايير أشهر وأعرق الساعات الدقيقة. إنه يسلط الضوء أيضا على فنون صناعة الساعات التقليدية مثل عمل الضفيرة، مما يشكل مزيجا جريئا من الحرفية التقليدية والحديثة.
وكما هو الحال مع كافة ساعات روجيه دوبوي، حصل العيار بأكمله على شهادة دمغة جنيف وكل مكون فيه مصنوع وفق المعايير الجمالية التي تفرضها الهيئة العريقة التي هي مرجع الامتياز الحقيقي.
اشتركت عشرون مهنة مختلفة مع مجموعتها الخاصة من المهارات في عملية التزيين وخضعت الساعة لاختبار وفق المعايير الفنية لدمغة جنيف الجديدة التي تشمل محاكاة الارتداء على المعصم لمدة أسبوع مع تفاوت في الدقة لا يتعدى الدقيقة الواحدة. هذا إنجاز حقيقي حيث أن الاختبار يكون متطلبا أكثر عندما يتعلق الأمر بساعة جيب تعود إلى أكثر من قرن من الزمان.
لدى تأسيس مصنع روجيه دوبوي كان روجيه دوبوي عازما على توفير البيئة المثالية التي ستسمح لشغفه بالازدهار بفضل رغبته في تحقيق إنجازات كبيرة ومن دون اختيار الدرب الأسهل أبدا، قام بتصميم دار متجهة نحو التقدم والابتكار والأداء التقني والجودة العالية. إن الترميم ومفهوم "ميلّيزيم" Millésime يتماشيان تماما مع هذه القيم المستدامة.